تأملات في الإشكالية الثقافية الثقافة والديمقراطية
11 د.ا
الديمقراطية مفهوم قديم حديث، ظهر قبل آلاف السنين في اليونان، واكتسب زخماً في العصر الحديث نتيجة لسعي الشعوب المختلفة لإيجاد نظم حكم تُخلصها من بطش الحكم الفردي واستبداد الحُكم الديني. ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أول الدول التي تـتبنى نظاماً ديمقراطياً قام على انتخاب الحُكام وتحديد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفصلها عن بعضها، إلا أن النظام الأمريكي لم يَنجح في تحقيق العديد من أهدافه. كما أن ما مـرَّ به هذا النظام من أزمات منذ بداية القرن الحادي والعشرين يشير إلى أنه لم يعـد بإمكانه قيادة المجتمع نحو تحقيق أهدافه في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
يحاول هذا الكتاب المتواضع شرحَ الفكرة الديمقراطية وتاريخها، وكيفية ممارسة النظام الديمقراطي للحكم، وتحديد الشروط المطلوبة لقيام نظام حكم ديمقراطي في المجتمع، كما يحاول تحليل تلك الشروط، وما مرت به من تحولات بدءاً من منتصف القرن العشرين. وهذا يفرض التعرُّض لدور المال في العملية الانتخابية التي تُعتبر لُبَّ العملية الديمقراطية، ودور الإعلام في الحياة العامة والحياة السياسية… فالإعلام يشكل السلطة الرابعة التي تقوم بدور مهمّ في حياة المجتمع الديمقراطي وغير الديمقراطي، وهذه سلطة تملك إمكانات مالية وفنية كبيرة تمكّنها من تشكيل الرأي العام والمشاركة في توجيه الحكم. ولما كانت العولمة والانترنت ومواقعُ التواصل الاجتماعي قد أسهمت في تكامل اقتصادات العالم، وتسبّبت في حدوث تفاعل ثقافي غير مسبوق بين مختلف المجتمعات الإنسانية، فإنها أدّت إلى تغيـير الهياكل الاجتماعية والاقتصادية لكل المجتمعات القديمة. إذ فيما كانت المجتمعات التي شهدت ميلاد النظم الديمقراطية تـنقسم إلى طبقات اجتماعية اقتصادية على طول خطوط رأسية، فإن كلّ المجتمعات اتجهت منذ نهاية الثمانينات من القرن العشرين إلى الانقسام إلى فئات ثقافية اجتماعية على طول خطوطٍ أفقية
الوزن | 0.7 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 14 × 20 سنتيميتر |
الطباعة الداخلية | |
المؤلف | |
تاريخ النشر | |
ردمك|ISBN |
978-9957-79-109-4 |
نوع الغلاف |
منتجات ذات صلة
الديمقراطية رؤية فلسفية
لقد عادت الديمقراطية بقوتها في العصر الحديث لتحكم بها دول الغرب، كنظام سياسي يعتريه غموض غير معلن المضمون والأبعاد.. فالمعلن عنه هو إنه نظام دستوري برلماني انتخابي تعددي تداولي حر لا مركزي وغير مؤدلج، وغير المعلن هو إنه يعتمد بكل استبداد على تحكيم إرادة (الديمقراطيين) دون سواهم.. وغير المعلن أيضاً إن شعار الدمقرطة التي تبناه أولئك الديمقراطيون، ما هو إلا ذريعة لتبرير قصدية فعل العولمة في الديمقراطية، وليكون لذلك دور أكبر من دور فلاسفة اليونان وبهدف الوصول إلى أهداف ومقاصد الدراسة تم تقسيم الرسالة إلى ثلاثة فصول، ناقش الفصل الأول الديمقراطية من حيث مفهومها وأسسها ونماذجها، وقد تضمن مبحثين؛اهتم الأول بمحاولة حصر جامع ومانع لمفهوم الديمقراطية عبر استقراء الآراء المختلفة، في حين أهتم الثاني ببيان أسس ونماذجها الرئيسة ، فأسس الديمقراطية هي على وجه التحديد: الفردية والحرية والمساواة والمشاركة، أما نماذجها فقد تمحورت في: الأشكال المباشرة وغير المبشرة والنيابي أما الفصل الثاني فمثّل احتواء منهجي فلسفي تاريخي لتطور الديمقراطية في الفلسفة الغربية وفي الفكر الإسلامي، فتضمن مبحثين ؛ اختص المبحث الأول منه لتطور الديمقراطية في الفلسفة الغربية وحصر الخطوط العامة لسياق الفلسفي تاريخ وجغرافياي في هذا المضمار، في حين اهتم المبحث الثاني منه بالفكر الإسلامي وبين مدى توافق أو تضاد الديمقراطية مع ذلك الفكر، وقدم الفصل مساهمة أساسية في عقده لمقاربة فلسفية بين تلك الفلسفة وذلك الفكر ليخرج ببناء فلسفي واضح المعالم، إذ نعتقد أن تلك المقاربة ضرورة منهجية بدونها يصبح التحليل مثلوم لقد دار الفصل الثالث في قراءة العوامل الداخلية والخارجة التي باتت تؤثر اليوم بالديمقراطية وبشكل لا يقبل الشك، لذا تموضعت مقولات معاصرة في نايا هذا الفصل، فالمبحث الأول منه ناقش الأثر من الداخل، وهو ذلك الأثر الذي يباشره المجتمع المدني، بالمقابل اهتم المبحث الثاني منه بالعولمة وأثرها من الخارج
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.