الاعلام البيئة بين التظرية والتطبيق
14 د.ا
قد جاء هذا الكتاب لما رأيناه من حاجة للمكتبة العربية والطلاب والباحثين لمادة تهتم بالإعلام البيئي، ويتكون الكتاب من خمسة فصول. حيث يحتوي الفصل الأول على مفهوم ومكونات وأساليب الإعلام البيئي، وأهميته، وأهدافه، ووظائفه، ووسائل وأساليبه. وأشتمل الفصل الثاني على الإعلام والقضايا البيئية وأهداف المعالجة الإعلامية للبيئية والأساليب المتبعة، والجمهور المستهدف وخصائصه ودور الإعلام في مواجهة المشكلات البيئية، وأنواع الاستمالات المستخدمة في الرسائل الإعلامية. وتطرق الفصل الثالث للحملات التوعية البيئية ومفهومها، وتعريفها، وأهميتها، وأنواعها وكيفية التخطيط لها. أما الفصل الرابع فقد احتوى على الإعلام والكوارث البيئية حيث وضح مفهوم الكوارث والأزمات والأخطار والحوادث والفرق بين الحادثة والكارثة، وأبعاد الكوارث، وأثارها وكيفية إدارتها، والمعالجة الإعلامية للكوارث. في حين جاء الفصل الخامس ليتناول الإعلام البيئي في فلسطين والدول العربية، ودوره الاجتماعي والمشكلات التي تواجه الإعلام البيئـــي والتوعية البيئية والمقترحات والحلول لها
إن الإعلام بحق أصبح قوة هائلة مع تحوله إلى سلطة رقابة عامة, ومع ثورة الاتصالات وانتقال المعلومات وتفاعل الأفكار والحضارات, حتى أصبح هذا العصر بحق هو عصر ثورة الاتصالات والمعلومات والأفكار, بالتالي فإن الشعوب التي لا تعرف أهمية هذه الثورة ولا تتفاعل معها بايجابية, ولا تتفاعل معها بعمق, سوف تعزل نفسها عن مسار العالم الذي أصبح أشبه ما يكون بقرية كونية
وما للإعلام من أهمية سياسية في تشكيل الرأي العام, وفي تدعيم خطط التنمية والتنشيط الاقتصادي والثقافي من خلال تنوير الناس واطلاعهم على أفاق جديدة من المعرفة والثقافة, وتأثيره على أشكال أنماط الحياة الاجتماعية السائدة, كما أن المؤسسات الإعلامية هي منظمات تتأثر بالبيئة التي تحيط بها بكل أوجهها المختلفة السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, والثقافية
ولعل من أهم وظائف الاتصال كما يري ” هارولد لاسويل ” laswell” الإشراف والرقابة على البيئة أو المحيط الذي يعيش فيه الناس، لكشف ما يهدد قيم الجماعة ويؤثر فيها وعلى العناصر المكونة لها
ولما كان الاتصال الجماهيري يقوم بدور هام في التوعية بقضايا البيئة, وذلك بكونه قناة اتصالية إيجابية للتعرف على وجهات النظر المختلفة بين المسئولين عن البيئة والجماهير بصورة سهلة وميسرة، يتم عن طريقها الاقتناع والدفع بالجماهير إلى المساهمة الإيجابية والمشاركة الفعالة في الحفاظ على البيئة
إن الاهتمام الإعلامي بقضايا البيئة يعتبر حديثاُ نسبياُ. إذ لم يتسع ويتصاعد إلا بعد اكتشاف الآثار السلبية المدمرة للبيئة, والناجمة عن التطبيقات المعاصرة للتكنولوجيا المتقدمة, مما يستلزم قيام وسائل الإعلام بتسليط الضوء على مشكلات البيئة. وخلق الاهتمام بقضايا البيئة لدى المواطن العربي، فالوعي البيئي كما عرفه وليم التلسون William ILtelson إدراك الفرد لدوره في مواجهة البيئة
على اعتبار الإعلام قوة حضارية ككل القوى التي أنتجها العقل البشري لإقامة حياة حضارية متطورة بدأ بالتعميم إلى التخصص. وربما كان الطب هو أصدق مثال على ذلك، فقد بدأ التطبيق كمحاولات علاجية ثم انتهى إلى تخصصات محددة ثم إلى تخصصات فرعية متعددة، حيث أخذت أولى وسائل الإعلام المعاصرة وهي الصحافة هذه الخطى ثم تنوعت فنون الاتصال والإعلام فأخذ يرى أصحاب المدارس الإعلامية ضرورة قيام الإعلام التخصصي وتفريعاته ومنها الإعلام البيئي الذي نحن بصدده إلى جانب الإعلام الديني والاقتصادي…إلخ
وقد نما الوعي العالمي بمشكلات البيئية بسرعة هائلة، وزاد الضغط من أجل إصدار قوانين تحمي البيئة واتخاذ احتياطات وإجراءات كفيلة بصيانة هذه البيئة من أخطار التدخل الزائد على توازنها الطبيعي
فالدور المهم للإعلام البيئي في نشر الثقافة البيئة والرقي بالوعي البيئي من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءة, والمسموعة المرئية, والصحافة الالكترونية, من أجل توضيح أساسيات عمل التوعية البيئية وما تتعرض مكوناتها إلى التلوث, الذي عرف ” بأنه هو قيام الإنسان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالإضرار بالبيئة الطبيعية والكائنات الحية
فيرتبط المجتمع الإنساني ارتباطاً وثيقاً بعناصر البيئة الطبيعية من خلال عملية تبادلية للمواد الإنتاجية أو الاستهلاكية, ويدخل ضمن هذه العلاقة تلك الجهود المبذولة لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية من أخطار التلوث من خلال منظومة اجتماعية تحدد قيم وأهداف المجتمع بما ينعكس أثره على أدائه مع البيئة الطبيعية
حيث أصبح التلوث البيئي ظاهرة اجتماعية عالمية واكبت التقدم العلمي، حتى أنها شملت الدول النامية والمتقدمة, ولكن مع اختلاف نوعية التلوث, فالدول المتقدمة تلوثت بالتلوث النووي, في حين الدول النامية يرجع التلوث فيها إلى سوء إدارة الأنظمة البيئية, وإغفال عنصر البيئة عند وضع خطط التنمية, وزيادة النشاط الصناعي, والتدهور الناتج عن العوامل الاقتصادية والاجتماعية
لهذا بدأت محاولات عديدة لإدخال المفاهيم البيئية ضمن مواد الدارسة المختلفة، بعد أن كانت مقتصرة على المواد البيولوجية. وما تزال المحاولات مستمرة لدمج التربية البيئية مع مختلف العلوم الأخرى بشكل متكامل، مما يتيح للإنسان أن يتعامل مع بيئية، وأن يفهمها ويحافظ عليها
وقد جاء هذا الكتاب لما رأيناه من حاجة للمكتبة العربية والطلاب والباحثين لمادة تهتم بالإعلام البيئي، ويتكون الكتاب من خمسة فصول. حيث يحتوي الفصل الأول على مفهوم ومكونات وأساليب الإعلام البيئي، وأهميته، وأهدافه، ووظائفه، ووسائل وأساليبه. وأشتمل الفصل الثاني على الإعلام والقضايا البيئية وأهداف المعالجة الإعلامية للبيئية والأساليب المتبعة، والجمهور المستهدف وخصائصه ودور الإعلام في مواجهة المشكلات البيئية، وأنواع الاستمالات المستخدمة في الرسائل الإعلامية. وتطرق الفصل الثالث للحملات التوعية البيئية ومفهومها، وتعريفها، وأهميتها، وأنواعها وكيفية التخطيط لها. أما الفصل الرابع فقد احتوى على الإعلام والكوارث البيئية حيث وضح مفهوم الكوارث والأزمات والأخطار والحوادث والفرق بين الحادثة والكارثة، وأبعاد الكوارث، وأثارها وكيفية إدارتها، والمعالجة الإعلامية للكوارث. في حين جاء الفصل الخامس ليتناول الإعلام البيئي في فلسطين والدول العربية، ودوره الاجتماعي والمشكلات التي تواجه الإعلام البيئـــي والتوعية البيئية والمقترحات والحلول لها
الوزن | 0.55 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
ردمك|ISBN |
978-9957-1257-38 |
منتجات ذات صلة
صحافة وإعلام الدولية
تعدّ صحافة وإعلام الدولية بمثابة أساس داعم للتجارة الدولية والتسويق الدولي. فصحافة وإعلام الدولية تخاطب الجمهور الداخلي للمنظمة الدولية، بالإضافة إلى جمهورها الخارجي المنتشر حول العالم. وبالتأكيد فإن صحافة وإعلام الدولية لا تعمل في ظل بيئة محلية، وإنما ينبغي أن تكون ذات صبغة دولية، لأن الجماهير الداخلية في كل منظمة دولية قد تكون من منابت وثقافات وجنسيات مختلفة، وكذا الحال بالنسبة لجمهور المنظمة الذي يمثل ثقافات وأعراق وتفضيلات متباينة
وصحافة وإعلام الدولية هي أيضاً علاقات قائمة على ثقافات متنوعة، وتحتاج إلى جهود دولية كبيرة لكي تتمكن من بلوغ أهدافها المنشودة. ولهذا السبب بالذات تطرقنا في هذا الكتاب إلى بعض خصوصيات صحافة وإعلام ومجالاتها، رغم أن فلسفة صحافة وإعلام وجوهرها واحد في جميع الحالات. فهدف صحافة وإعلام هو التأثير بجماهير المنظمة والتواصل معهم لكي يكونوا قادرين على التعامل مع المنظمة بشكل إيجابي. إلا أن نطاق صحافة وإعلام الدولية أوسع وأكبر، ويحتاج إلى جهود منضبطة ومهارات تعامل أكثر اتساعاً وعمقاً وفهماً لثقافات الجماهير المختلفة
نظريات الاتصال في القرن الحادي والعشرين
لقد كان الاتصال وسيظل هو النشاط الأهم في حياة الإنسان من خلاله يتفاعل مع الآخرين ويعبر عن أفكاره وحاجاته ومشاعره وأحلامه وبه يعبر عن شخصيته وثقافته وحريته وفكره وهو نشاط يمكن أن تتجسد فيه معاني الكرامة الإنسانية وقيمها
لذا كان هذا النشاط من أكثر الأنشطة خضوعا لمختلف المعايير والضغوط والقوانين التي تشكل في جملتها تساؤلا أساسيا حول طبيعة الصلة بين الإعلام والأخلاق وباقي مناحي الحياة البشرية
علم الاتصال استفاد وأفاد وتفاعل مع كافة العلوم والطبيعة والمعارف والمعطيات الإنسانية والتقنية وهذا العلم يوضح لنا في هذا الوقت لماذا تؤثر وسائل الاتصال الجماهيري في عقول الناس وما هو حجم هذا التأثير وكيف يتم التأثير
لا أحد ينكر أهمية هذه النظريات الاتصالية التي شكلت علم الاتصال ، والتي جربت في المجتمعات التي تبنتها وحاولت تطبيقها ونحن هنا نقوم بدراستها نظرا لأهميتها وكذلك لعدم قدرتنا التعامل مع وسائل الاتصال الجماهيرية بدون فهم النظريات والنماذج التي تنظم عمل هذه الوسائل وتحدد طرق التعامل معها وكيفية الاستفادة السليمة منها وتوظيفها في تطوير وتنوير مجتمعاتنا العربية
خلال مدة العشرينيات من القرن الماضي وأوائل الثلاثينات تطور الاهتمام بوسائل الإعلام بوصفها موضوعات للبحث حيث بدأت الدراسات العلمية المنتظمة كأثر محتوى الاتصال على انواع معينة من الناس ، حيث أخذت الأفكار والمعلومات و البيانات عن الاتصال الجماهيري تختبر بدقة لمعرفة صحة هذه الاكتشافات والمعلومات تجريبيا ومن ثم بدأ الاتصال الجماهيري يكتسب عديد متزايدأ من البيانات التي امكن فيها استنباط عديد من المفاهيم والافتراضات
تعد وسائل الإعلام من أكثر ما ينفق عليه المجتمعات البشرية كما تدل الأرقام, و قد بدأت هذه الظاهرة بالإنتشار و التطور بعد أن بدأ أول بث تجاري لقناة راديو في نوفمبر سنة 1919, و يقول البعض أنه قبل ذلك بعدة سنوات, و من ثم التلفزيون في أوائل الثلاثينات, بدأت ظاهرة التواصل الجماعي في قسم علم الإجتماع و أتباع مدرسة نظرية الخطابة لأرسطو تأخذ منحنيات جديدة في دراساتهم حول المجتمع و التواصل الجماعي, فقد كانت ثورة في فهم العلوم والطبيعة البشرية و في فهم السلوك الجماعي للمجتمعات, و كانت رؤيتهم بعيدة جدا إذ علموا أن وسائل الإعلام أصبحت أقوى و انها على أبواب عالم جديد
اتفق العلماء أن الإعلام له أثر كبير و فعال في التأثير على المجتمع و في تغيير عاداته و صياغة طريقة حياته, فبدأت نظريات جديدة في التواصل الجماعي تنشأ لتقونن الإنتاج الإعلامي في إنشاء رسالة فعالة تحقق رد فعل جماهيري معين, و انفصلت تلك النظريات عن نظرية الخطابة لأرسطو التي قادت وسائل الإعلام لسنوات بعد اكتشاف التلفزيون و ظهرت نظرية الإنبات للبرامج التلفزيونية و نظرية ترتيب الأولويات للإعلام الإخباري و نظرية دوامة الصمت و نظرية البيئة الإعلامية و غيرها من نظريات التواصل الجماعي, و أضيف أيضا نظرية الاستخدامات و الإشباعات التي وضع أسسها إليو كاتز في أوائل الستينات التي لمع نجمها في أوائل التسعينات عند انتشار الإنترنت, حيث تعد النظرية الوحيدة من بين كل نظريات الميديا التي تناقش عكس المفهوم العام للنظريات “أن الإعلام يؤثر على الفرد و المجتمع” بل تعتبر الأفراد هم من يؤثر على وسائل الإعلام, حيث تعتبر أن المواد الإعلامية ما هي إلا منتجات يجب أن تتناسب مع أذواق المستهلكين “المشاهدين”, و كانت هذه النظرية سببا في تغيير منهج وسائل الإعلام ما يجعل عليهم رقابة اجتماعية بسبب إمكانية كل فرد من الوصول و التقييم و التعليق على أي منتج إعلامي يستهلكه من شتى وسائل الإعلام
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.