الاسرة وأطفالها ذوو الاحتياجات الخاصة
13 د.ا
بعد مضي فترة زمنية ليست بالقصيرة على صدور كتابي الأسرة ومشكلات أطفالها الطبعة الأولى، جاء كتابي هذا تجديداً للمعرفة وزيادةً في الفائدة للقراء الكرام سواء كانوا متخصصين أو آباء أو طلبة علم. وجاء الكتاب الحالي ليوضح دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية والعوامل المؤثرة في دورها ابتداءً من تكون الأسرة ودور المؤسسات الاجتماعية الأخرى، كما جاء الكتاب الحالي وسيلة مساعدة للمهتمين في التعرف على المشكلات التي تواجه الأطفال وكيفية التعامل معها.
والمشكلة من وجهة نظرنا ربما تكون سلوكية، أو مشكلة جسمية أو مشكلة أكاديمية أو مشكلة نمائية وكل ذلك يندرج ضمن مفهوم ذوو الاحتياجات الخاصة والتي تشمل جميع الفئات إضافةً إلى الفئة التي تتميز بقدرات تفوق قدرات العاديين (الموهبة والتفوق).
تعريف الأسرة
عندما نسمع كلمة الأسرة أو نقرؤها، لا نجد صعوبة في معرفة ما تعنيه هذه الكلمة. وهي تعني الكثير لكل فرد منا، فهي مؤسسة هامة يرتكز عليها بناء المجتمع السليم المتكامل؛ ولكن الصعوبة تظهر عندما نحاول إيجاد صياغة لما تعنيه هذه الكلمة في جملة معبرة تعبيراً دقيقاً محدداً؛ ولهذا فإن أي تعريف يبقى ناقصاً، غير شامل. ومع ذلك فإن العديد من الباحثين والعلماء عرّفوا الأسرة، وفيما يلي نستعرض بعض هذه التعريفات:
تعريف أرسطو: يرى أرسطو أن “الأسرة تنظيم طبيعي تدعو إليه الطبيعة”. ومن خلال تحليلنا لهذا التخريف نرى أنه يجعل من الأسرة اللبنة الأساسية في حياة المجتمع، ويقوم على تنظيم إشباع الدوافع الأولية من جهة، واستمرار بقاء الأفراد من جهة أخرى.
تعريف أوجست كونت: يعرّف أوجست كونت الأسرة، بأنها “الخلية الأولى في جسم المجتمع، وهي النقطة التي يبدأ منها التطور”. وإن دلّ هذا التعريف عى شيء، فإنما يدل على أن الأسرة هي أساس بناء المجتمع، فإن صلحت الأسرة صلح سائر المجتمع، وإذا كان جسم الإنسان مكوّناً من عدد من الخلايا العضوية، فإن الأسرة هي بمثابة الخلية للمجتمع.
تعريف جون لوك: “مجموعة من الأشخاص ارتبطوا بروابط الزواج والدم والاصطفاء”[1] أو التبني، مكونين حياة معيشية مستقلة ومتفاعلة، يتقاسمون عبء الحياة، وينعمون بعطائها”.
تعريف نيمكوف: الأسرة رابطة اجتماعية من زوج وزوجة وأطفالهما، أو دون أطفال؛ أو من زوج بمفرده مع أطفاله، أو زوجة بمفردها مع أطفالها”. وقد اقتصر هذا التعريف على الأسرة البسيطة فقط، والتي تتكون عادة من رب الأسرة (الزوج) والأم والأبناء، وأضاف بعداً جديداً هو أن وفاة أحد الزوجين أو انفصالهما، لا ينفي عن الأسرة صفة الأسرة، بل يبقي لها وجودها وكيانها.
تعريف مصطفى الخشاب: “الأسرة عبارة عن مؤسسة اجتماعية تنبعث من ظروف الحياة والطبيعة التلقائية للنظم والأوضاع الاجتماعية”.
قالأسرة عبارة عن مؤسسة اجتماعية قائمة بذاتها، ينشأ فيها الطفل، وتتبلور معالم شخصيته، بناء على ما يحدث في هذه المؤسسة من تفاعل وعلاقات تعاون بين أفرادها، ولكل أسرة طرقها وأساليبها الخاصة بها.
والأسرة مسؤولة تماماً عن بناء شخصية الطفل، وتعتبر الأسرة في المجتمع بمثابة القلب في الجسد، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع.
ونلخص التعاريف السابقة النقاط الهامة التالية:
الأسرة ضرورة حتمية بفرضها الواقع والطبيعة البشرية.
الأسرة عماد المجتمع وأحد مرتكزاته الأساسية.
لكل أسرة نظام محدد ودستور يسير بتعليماته.
تتصف الأسرة بالاستمرارية، فلا تنتهي بأي شكل من الأشكال، إلا بوفاة جميع أعضائها.
مراحل تكون الأسرة:
نلاحظ أنه مهما اختلفت البيئات، ومهما اختلفت المجتمعات، فإن هناك اتفاقاً غير مباشر بين جميع المجتمعات على خطوات أو مراحل تكوين الأسرة، وإن اختلفت هذه البيئات في مضمونها وعاداتها. ويجمل الباحثين هذه المراحل في خمسة مراحل هي:
مرحلة الخطبة: وتعتبر الخطبة – بكسر الخاء – المرحلة الأساسية والأولى في تكوين الأسرة. وهي تعني طلب الرجل المرأة للزواج، أو طلب المرأة الرجل للزواج. وتتم الخطبة إذا تم الإيجاب والقبول بين الطرفين، من خلال مراسم واحتفالات تختلف باختلاف البيئات والشعوب ، ضمن طقوس وعادات، يتم من خلالها إعلان الخطبة ويتم تعرف الزوحين على بعضهما البعض بطرق متعددة.
مرحلة التعاقد والزواج: وتتم هذه المرحلة من خلال إتمام مراسيم الزواج، وتختلف هذه المراسيم باختلاف البيئات والعادات والتقاليد، وتنتقل من خلالها الزوجة إلى بيت الزوج. وبذلك يكون قد تم الزواج وعادة يتم ضمن احتفالات تختلف باختلاف العادات والتقاليد . ويعرف الزواج بأنه اتحاد اجتماعي قانوني، بين رجل وامرأة أو أكثر، من أجل تكوين أسرة وإنجاب أطفال.
مرحلة الإنجاب: وفي هذه المرحلة يتهيأ الزوجان لاستقبال الطفل الأول، ثم أطفال آخرين وهكذا، وغالباً ما تتحكم ظروف الزوجين الاقتصادية والثقافية في عملية تنظيم النسل أو تحديده.
مرحلة السكون والاستقرار: وفي هذه المرحلة تزيد أعباء الحياة ويصبح هنالك أعباء جديدة على الوالدين، تتراوح بين توفير المسكن المناسب والحياة الكريمة لأطفالهما، ومن ثم تأمين التعليم لهؤلاء الأطفال، وتهيئهم لحياة أسرية فيما بعد ، علما ان هناللك بيئات او دول متقدمة تتكفل بتوغير الدخل المناسب ييبفراد والمسكن والتعليم لكن في الدول النامية تقع مسؤولية ذلك على الاب والفقراء يتم حرمانهم من كل مقومات الحياة .
مرحلة السكون: ويكون الأطفال في هذه المرحلة أكبر سناً، وربما ينفصل بعضهم عن الأسرة بالزواج وتكوسن اسرة جديدة ، وهنا يعود الوالدان إلى الإنفراد في المجتمعات المتحضرة والأسر النووية لانفصال الأبناء بزواجهم.
[1] الاصطفاء تعني الاختيار وتعني أيضاً الإنجاب.
الوزن | 0.72 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
ردمك|ISBN |
978-9957-12-723-7 |
منتجات ذات صلة
نظريات الغرائز والدوافع والحوافز والحاجات الانسانية
وبعد أن عزمت على المؤلف كتاب يختص بالحوافز والدوافع والحاجات الإنسانية وأهميتها في حياة العاملين وتحسين ظروفهم الحياتية والمهنية. وانعكاس ذلك على رفع الكفاءة الإنتاجية لمختلف المؤسسات، فقد يسر الله تعالى لي الاندفاع نحو المباشرة بإنجاز هذا المشروع، وأمدني بالطاقة والإمكانات التي جعلتني أواصل العمل دون كلل
نماذج من الاختبارات والمقاييس لأشخاص ذوي الاعاقة
من اجل ان يتم تأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة لا بد من اجراء عملية التقييم والتشخيص ، ومن اجل ذلك سعينا جاهدين لتوفير هذا الكتاب لمساعدة العاملين مع الاشخاص ذوي الاعاقة في تنفيذ برامج التأهيل ، ومن اجل ان تتوفر المادة الخاصة بعملية التشخيص تضمن هذا الكتاب فصول دراسية تتلاقت مع متطلبات التشخيص حيث تضمن الفصل الاول اهمية القياس والتقييم في العملية التعليمية والفصل الثاني اختبارات القدرات العقلية والفصل الثالث اختبارات ذوي صعوبات التعلم والفصل الرابع اختبارات ذوي اضطراب التوحد والفصل الخامس اختبارات الاضطرابات السلوكية والفصل السادس تضمن اختبارات المهارات الاكاديمية واخيراً الفصل السابع تضمن نماذج لدراسة الحالة للتأخر الدراسي للأشخاص للمعوقين . راجين من الله ان ينتفع بهذا العلم لكافة العاملين في مجال الاشخاص ذوي الاعاقة

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.