إنَّ من طبيعة الإنسَان منذ أن كان، الانفتاح بمعالم ذاته الفردية وسمات شخصيته الإنسية على الذات الجماعية، مؤكدا بهذا المنحى الغريزي على حضوره الفعلي، وحريصًا بهذه الرغبة على أن يكون صوته مسموعا وسط جماعته الإنسانية، بقدر ما تكون صورته مرئية بينهم، فهو لا يعثر على ضالته في الحال التي يغدو فيها ذاتا موصوفة من طرف الآخرين، في حين لا تطمئن نفسه إلا عندما يصير واصفا لذاته بنفسه ومعبرا عن وجوده الخاص، ثم إنَّ الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، بحيث منذ أن وجد على وجه هذه الأرض والتواصل ما يزال جزءا من حياته فهو يتواصل مع بني جنسه في المقام الأول، لأنه يجد في نفسه حاجة ماسة إلى هذه العملية الحيوية، وهذا الفعل الإنساني الفردي المتميز يمثل وجها مثيرًا وفاعلا من وجوه نشاطه المجمل، الذي يجسد وجوده الذاتي بين الجماعة.
الوزن | 0.67 كيلوجرام |
---|---|
المؤلف | |
تاريخ النشر | |
الناشر |
دار فضاءات للنشر والتوزيع |
عدد الصفحات |
218 |
ردمك|ISBN |
978-9957-30-699-1 |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.