تحولات الاعلام المعاصر
18 د.ا
يستهدف هذا الكتاب أن يبرز الدور الذي تلعبه وسائل الاتصال الجديدة في حياة الأفراد والمجتمعات ، إذ يستعرض مختلف الأنماط الاتصالية الجديدة التي ظهرت ، كما يحاول سبر أغوار كثير من قضايا وتحولات الإعلام المعاصر ، التي تمس بشكل مباشر حياة الأفراد في العالم بصورة عامة و في المنطقة العربية بشكل اخص ، وقد حاول الكتاب طرح هذه التحولات التي بدأت تظهر على الفضاء الإعلامي بصورة بسيطة وسلسة ، حتى يتسنى للقارئ العربي سواء كان متخصصا أو غير متخصص أن يتعرف على مختلف التغييرات التي شهدتها الساحة الإعلامية المعاصرة ، والتي فرضت نفسها على أجندة اهتمامات الباحثين والمهتمين بحقل علوم الإعلام والاتصال
هل غدت فعلا وسائل الاتصال الجديدة أدوات لإقامة الديمقراطية الحديثة على حد وصف دينيس ماكويل ؟ وهل عوضت الإيديولوجية الاتصالية الإيديولوجيات السابقة التي عجزت عن إيجاد التوافق الاجتماعي ؟ وهل تعد هذه الوسائل بحق ملاذا جديدا حسب تعبير فيليب بروتون؟ وما مدى فاعلية هذه التكنولوجيات على إحداث التفاهم و التواصل بين الأفراد في ظل تعاظم ما يسمى بالاتصال ضمن الفضاء العمومي ، و تسرب إيديولوجيته و القيم التي يحملها و يبشر بها إلى المؤسسات المجتمعية مهما كانت طبيعتها ؟
هذه الأسئلة يثيرها الباحثون في الاتصال و كل المهتمين بقضاياه و مسائله، وبالطبع سيجيب هذا الكتاب عن بعض هذه التساؤلات محاولا تلخيص وعرض بعض التحولات المهمة التي أفرزتها وسائل الإعلام والاتصال ، وأحدثت ثورة وانقلابا في المحيطين النفسي والاجتماعي للإنسان المعاصر على حد تعبير مارشال ماكلوهان
لقد نجم عن ظهور ثورة مجتمع الإعلام تعاظم دور المقاربات الاتصالية وهيمنتها على مختلف مناحي حياة الإنسان المعاصر ، الأمر الذي عكس تحولا حضاريا ومجتمعيا جذريا أدى إلى استبدال آليات الهيمنة التقليدية القائمة على الإكراه والقوة بآليات جديدة تعتمد التواصل ،الإقناع ، و التأثير
لقد بدا واضحا أن وسائل الاتصال الحديثة تغلغلت بشدة داخل المجتمعات المعاصرة ، إذ أدت بالأفراد و الجماعات إلى الانخراط بشدة في منظومة الاتصال الجديدة ، لحد جعلهم يتشاركون في تكوين جماعات افتراضية تفاعلية جعلوها بديلا وتعويضا عن جماعات الأهل والأصدقاء ، بل حدا الأمر بالكثير منهم إلى استخدام هذه الوسائل إلى درجة الإفراط والإدمان ، فلم يعد بمقدورهم الاستغناء عنها أو العيش بعيدا عنها
أحدثت وسائل الاتصال الجديدة ثورة عميقة في بنية المجتمعات المعاصرة ، لقد فرضت فعلا تغييرات في كافة أنماط الاتصال الإنساني ، في الثقافات والذهنيات والنفسيات، في أساليب التربية والتعليم ، بل تعدت ذلك إلى تأثيرات أخرى على مستويات كثيرة كتغيير أنماط العلاقات الاجتماعية السائدة ، إذ أوجدت مجموعات افتراضية ظرفية جديدة كمجموعات الفايسبوك ، ماي سبايس…الخ
لقد ظهرت تغييرات بنيوية جذرية أيضا في أنماط وصيغ تسيير المؤسسات والرأسمال البشري فبرز اقتصاد مجتمع المعلومات المبني على تداول ومقايضة المعلومات ، التي يتم استثمارها لتولد المعرفة، وبرزت أيضا تأثيرات بارزة على المستوى السياسي فظهرت تحولات سياسية جديدة على المستويين الوطني والدولي فزخر الفقه السياسي بمفاهيم كثيرة جديدة كالديموقراطية الالكترونية ، تراجع سيادة الدول ، الاتصال السياسي الالكتروني …الخ
تكنولوجيات الاتصال الحديثة أحدثت انقلابا أيضا على المستوى المفاهيمي للإعلام ، إذ أوجدت ممارسات اتصالية جديدة لم تكن موجودة من قبل ، و أثرت معاجم وقواميس علم الإعلام بمصطلحات جديدة” كالافتراضية ، المواطن الصحفي ، المدونة، الصحيفة الالكترونية ، الجمهور المتفاعل النشط “، إذ اختفت بالفعل الحدود الفاصلة بين المرسل والمستقبل ، وأصبح كل جمهور الإنترنت منتِجا للمادة الإعلامية المقدَمة، وهو ما أطلق عليه الخبراء علماء الاتصال ب “ظاهرة المواطن الصحفي”، أو” ظاهرة الإعلام التشاركي. “
يستهدف هذا الكتاب أن يبرز الدور الذي تلعبه وسائل الاتصال الجديدة في حياة الأفراد والمجتمعات ، إذ يستعرض مختلف الأنماط الاتصالية الجديدة التي ظهرت ، كما يحاول سبر أغوار كثير من قضايا وتحولات الإعلام المعاصر ، التي تمس بشكل مباشر حياة الأفراد في العالم بصورة عامة و في المنطقة العربية بشكل اخص ، وقد حاول الكتاب طرح هذه التحولات التي بدأت تظهر على الفضاء الإعلامي بصورة بسيطة وسلسة ، حتى يتسنى للقارئ العربي سواء كان متخصصا أو غير متخصص أن يتعرف على مختلف التغييرات التي شهدتها الساحة الإعلامية المعاصرة ، والتي فرضت نفسها على أجندة اهتمامات الباحثين والمهتمين بحقل علوم الإعلام والاتصال
الوزن | 0.55 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
ردمك|ISBN |
978-9957-12-443-4 |
منتجات ذات صلة
أخلاقيات ممارسة صحافة وإعلام
يعد هذا الكتاب من أوائل الكتب العربية التى تذخر بها المكتبة العربية حول موضوع "أخلاقيات ممارسة صحافة وإعلام"، حيث تفتقر المكتبة العربية إلى هذه النوعية من الدراسات ليست فى مجال الإعلام فقط ولكن أيضاً على مستوى أخلاقيات الإدارة عموما، اللهم إلا دراسات وكتب قليلة جداً فى هذا المجال
لذا يعد هذا الكتاب أول كتاب متخصص فى الوطن العربى حول موضوع أخلاقيات صحافة وإعلام، حيث تناول هذا الكتاب مفهوم أخلاقيات الإعلام وصحافة وإعلام، وأهمية الأخلاقيات فى المؤسسات العربية حيث تمثل قضية أخلاقيات الإعلام وصحافة وإعلام فى الوطن العربى على صعيد المفاهيم العلمية والممارسة العملية مجالاً مهمًا من مجالات المعرفة التي تستلزم قدرًا من الدراسة المنهجية والخبرة المنظمة؛ لتوفير الأسس السليمة للتعامل مع المشكلات والحالات المختلفة التي تواجه المؤسسات والتي تتسم بتعارض المصالح، ومن الواضح أن تزايد الآثار السلبية الناجمة عن الفضائح الأخلاقية من جهة, والآثار الجانبية الناجمة عن السمعة الأخلاقية في إيجاد العمل من جهة أخرى, جعل المؤسسات أكثر اهتمامًا بأخلاقيات الإدارة عمومًا وصحافة وإعلام خصوصًا
الاعلام في ظل التطورات العالمية
لقد بدأ العهد الجديد أوعهد التغييرات في ستينيات القرن الماضي حيث ظهرت الجريمة والإنحلال الإجتماعي والانجاب خارج اطار الزواج و البيروقراطية، كما تفاقم االصراع الفلسطيني الصهيوني وحروب البلقان والابادة الجماعية والمجاعات في افريقيا والتوتر في اسيا وأمريكا اللاتينية والتهديدات العسكرية في الشرق الاوسط خاصة احتلال العراق وما سمي بالربيع العربي واحتدام الصراعات في منطقتنا العربية وتدويلها لغير مصلحة شعوبها.. وبذلك ازداد التركيز على هذه الأخبار و خصوصا الحرب العالمية المصطنعة على الارهاب والصراع العربي الصهيوني وما ترتب من نتائج كارثية من عدوان على العراق ومن ثم احتلالة
مع أنّ مهمة الاعلام الرئيسية أن تقدم كل ما يهم المجتمع من الفن وحتى السياسة الا انه وبعد عام 1990 سيطر الشر بكل ألوانه على الإعلام حتى امتلأ بالسياسة والدعاية العسكرية والعنف. لذا فقد يطلق على عصر المعلومات هذا عصر الأزمات. فإن "التمزق الكبير" في عالم الصحافة يكمن في التغطية الإعلامية لما بين حربين حيث تمتلئ الأخبار بالتصريحات العسكرية والسياسية. لكن وعلى الرغم من كثافة الأخبار العالمية الا ان المحلية لا تزال على رأس الأولويات
صحافة وإعلام الدولية
تعدّ صحافة وإعلام الدولية بمثابة أساس داعم للتجارة الدولية والتسويق الدولي. فصحافة وإعلام الدولية تخاطب الجمهور الداخلي للمنظمة الدولية، بالإضافة إلى جمهورها الخارجي المنتشر حول العالم. وبالتأكيد فإن صحافة وإعلام الدولية لا تعمل في ظل بيئة محلية، وإنما ينبغي أن تكون ذات صبغة دولية، لأن الجماهير الداخلية في كل منظمة دولية قد تكون من منابت وثقافات وجنسيات مختلفة، وكذا الحال بالنسبة لجمهور المنظمة الذي يمثل ثقافات وأعراق وتفضيلات متباينة
وصحافة وإعلام الدولية هي أيضاً علاقات قائمة على ثقافات متنوعة، وتحتاج إلى جهود دولية كبيرة لكي تتمكن من بلوغ أهدافها المنشودة. ولهذا السبب بالذات تطرقنا في هذا الكتاب إلى بعض خصوصيات صحافة وإعلام ومجالاتها، رغم أن فلسفة صحافة وإعلام وجوهرها واحد في جميع الحالات. فهدف صحافة وإعلام هو التأثير بجماهير المنظمة والتواصل معهم لكي يكونوا قادرين على التعامل مع المنظمة بشكل إيجابي. إلا أن نطاق صحافة وإعلام الدولية أوسع وأكبر، ويحتاج إلى جهود منضبطة ومهارات تعامل أكثر اتساعاً وعمقاً وفهماً لثقافات الجماهير المختلفة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.