جغرافية الصناعة بمنظور تنموي معاصر
43 د.ا
هي فرع من فروع الجغرافية الاقتصادية تهتم بدراسة الصناعة من حيث نشأتها وعوامل توطنها وتحديد أنماط التوطن الصناعي القائمة في الأقاليم ودراسة التوزيع الجغرافي للصناعة
هي فرع من فروع الجغرافية الاقتصادية تهتم بدراسة الصناعة من حيث نشأتها وعوامل توطنها وتحديد أنماط التوطن الصناعي القائمة في الأقاليم ودراسة التوزيع الجغرافي للصناعة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بالإضافة إلى تحليل واقع التوطن الصناعي في الماضي والحاضر وتحديد التوجهات المستقبلية لتوطن الصناعة والمشاكل التي تواجهها مع تقديم الحلول المناسبة لها
لقد أسهمت عوامل عديدة في مجال تطور فرع جغرافية الصناعة
الوزن | 0.95 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
منتجات ذات صلة
صور القدس الشريف في الرحلات المغاربية والغربية
القدس مدينة ذات تاريخ تليد ، يجللها طبقة فوق طبقة ، ويتجلى في مستويات آثارية ، ويمتد أكثر من عشر حقب تاريخية رئيسية . والقدس ذات تاريخ موغل في القدم ، ظلت مسرحا للمشاعر الجياشة والنزاعات المريرة . في القدس يشتغل الرحالة الغربي باستمرار لأغراض عديدة ، ونظرا لأهميتها بالنسبة لإرث الأديان الإبراهيمية السماوية الثلاثة ، فقد دثرت القدس الأساطير المحركة للنفوس والمعتقدات الدينية الراسخة ، والاشتياقات العارمة . وقد كان لهذا الإرث أبعاد تاريخية ، ومظاهر طوباوية في آن معا .
وثمة رؤيتان اعتمدها الرحالة ؛ سواء الغربيين أو المغاربة في عرض صورهم عن القدس : عرض أفقي للصورة ، يحاول أن يشمل بنظرة واحدة ، كافة الظواهر والأنشطة ، فيمسها مسا خفيفا بنوع من الوصف الخارجي السريع ، الذي يعطي الملامح العامة البارزة على السطح ، ولا يكاد يتوغل إلى الأعماق للبحث عن التفاصيل والجذور . بينما تقوم الرؤية الثانية على التوغل إلى الأعماق أو العمودي . في هذه الظاهرة أو تلك ، وعبر الصورة ، ومن خلال هذا النشاط أو ذاك . تم تقديم من قبل الرحالة المغاربي أو الغربي مادة غزيرة ورؤية أكثر نفاذا وتمثلا وتصويرا .
والرؤيتان في تشكيل الصورة عن القدس ، في عمومهما ، تكمل إحداهما الأخرى ، وكلتاهما عون للدارس المقارني المعاصر ، الذي يسعى إلى استخراج صورة القدس الشريف ، من بطون هذه الرحلات والمصادر ، تتميز بالامتداد والعمق في الوقت نفسه . ومع ذلك فإن هناك الكثير من الثغرات ، تركت عبر هذه الرحلات المصادر دون سعي جاد لسدها . وهناك مساحات واسعة في هذا الجانب في تشكيل الصورة البانورما عن القدس ، تبقى تنتظر عمن يلقي عليها ضوءا .
ومن ذلك كانت محاولتنا ، تقوم على تجاوز الوصف السطحي السهل للمدينة المقدسة ، إلى الغور في الأعماق ، ومعالجة أمر المدينة الثقافي أو الممارسة الدينية ، أو النشاط العلمي . ومن ثم رأينا متابعة الرحلات ، وهي تصف قطاعات الحياة في المدينة المقدسة ( القدس الشريف ) ، على امتداد العمران والآثار والناس ، من أجل منحها حياة أكثر تدفقا وغنى ، ومن أجل تكوين صورة عن المدينة ( القدس ) أكثر أصالة وامتدادا روحيا ، وأقدر إفصاحا شخصية المدينة ( القدس ) ، أم الحواضر في الماضي والحاضر ، والتركيز على ما هو أكثر ديمومة وخلودا وحضورا في الذاكرة .
إن الرحالة المغاربي ، وهو يدخل القدس يجد محرابا دينيا كبيرا توالت على أرضيته نبوات السماء الكبرى ، ووقف في ساحته الكبرى المباركة أنبياء الله جمعا عليهم السلام يصلون يوم الإسراء ، وراءهم خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام . عن الرحالة المغاربي القادم من أقصى المعمورة إلى المسجد الأقصى ، يرى المواقع والرؤى والمشاهد ، ويتلمس الذكريات العزيزة التي طال شوقه إليها .
أما الرحالة الغربي الأوروبي الأمريكي ، القادم من صقيع وبرودة المادة وحمى الاستهلاك ، ها هو يرحل ويدخل في قلب التجربة وحرارة الإيمان . وجل اهتمامه سينصب على بؤرة واحدة : تراث الأديان العريق . ومن ثم فإنه في رحلته مستعد أن يمنحنا ، ليس فقط الملامح الكلية والقسمات العامة لمعطيات هذا التراث ، بل أن يتجاوزها صوب الدقائق والتفاصيل ، فيحدثنا عن انحناءات الأحرف وتعاريج الكتابة ، وتناظر الزوايا ، وألوان الصخور . في الرحلات المغاربية والغربية ، تبرز القدس في قلب الزائر ، مدينة في القلب من العالم ، تتربع على مكان عال ، فكأنها بذلك تنادي الرحالة والزائرين ، وتفتح صدرها .